کد مطلب:370159 چهارشنبه 14 تير 1396 آمار بازدید:1566

فی أبى بصیر لیث بن البخترى المرادى
 

 اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 396

 

فی أبى بصیر لیث بن البخترى المرادى‏


(1) من كان یقول: انه سبحانه لا یعلم الشی‏ء الا حین كونه، لا قبل كون الاشیاء رأسا فلیعرف.


فی أبى بصیر لیث بن البخترى المرادى‏


لیث بن البختری المرادی الضریر هو أبو بصیر الاصغر، و كان یكنى أیضا أبو محمد. و شیخنا المعول علیه فی معرفة أحوال الرجال أبو العباس النجاشی- رحمه اللّه تعالى- لم یوثقه و لا زاد فی ترجمته على أن قال: لیث بن البختری المرادی أبو محمد و قیل: أبو بصیر الاصغر، روى عن أبی جعفر و أبی عبد اللّه علیهما السّلام، له كتاب یرویه جماعة منهم أبو جمیلة المفضل بن صالح‏[832].


و انما وثق أبا بصیر الاسدی یحیى بن القاسم و قیل: یحیى بن أبی القاسم المكفوف.


قال فی ترجمته: یحیى بن القاسم أبو بصیر الاسدی و قیل: أبو محمد ثقة وجیه، روى عن أبی جعفر و أبی عبد اللّه علیهما السّلام، و قیل: یحیى بن أبی القاسم، و اسم أبی القاسم اسحاق، و روى عن أبی الحسن موسى علیه السّلام، له كتاب یوم و لیلة- و ذكر طریقه الیه- ثم قال: و مات أبو بصیر سنة خمسین و مائة[833]


و الشیخ- رحمه اللّه تعالى- أیضا لم یوثقه و لا ذكر له مدحا فی الفهرست و لا فی كتاب الرجال، بل اقتصر على مجرد ذكره فی أصحاب أبی جعفر الباقر و فی أصحاب أبی الحسن الكاظم علیه السّلام.


و قال فی أصحاب أبی عبد اللّه الصادق علیه السّلام: اللیث بن البختری المرادی ابو یحیى و یكنى أبا بصیر، و أسند عنه‏[834].


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 397


285- روى عن ابن أبی یعفور، قال: خرجت الى السواد (1) أطلب دراهم لنحج‏


______________________________

و قال أبو الحسین أحمد بن الحسین بن عبد اللّه الغضائری رحمه اللّه تعالى و كان أبو عبد اللّه علیه السّلام یتضجر به و یتبرم، و أصحابه یختلفون فی شأنه، ثم قال: و عندی أن اللعن انما وقع على دینه لا على حدیثه، و هو عندی ثقة[835].


و سیذكر أبو عمرو الكشی- رحمه اللّه تعالى- فی الكتاب أن الذی هو ممن أجمعت العصابة على تصحیح ما یصح عنهم قیل: هو أبو بصیر المرادی لیث بن البختری الضریر، و قیل: أنه أبو بصیر الاسدی یحیى بن القاسم المولود مكفوفا[836].


ثم ان الحسن بن داود فی باب الكنى من كتابه قال: ان أبا بصیر مشترك بین أربعة: المرادی لیث بن البختری و هو ثقة عظیم الشأن. و الاسدی المكفوف یحیى ابن أبی القاسم. و یوسف بن الحارث البتری. و عبد اللّه بن محمد الاسدی‏[837].


فشاع من ذلك عند المتأخرین الا حدثین أن الثقة من هؤلاء الاربعة انما هو أبو بصیر المرادی، و أما أبو بصیر الاسدی یحیى بن أبی القاسم فحدیثه ضعیف. و هذا و هم لیس له أصل.


بل الحق أن أبا بصیر الاسدی یحیى بن أبی القاسم المكفوف ثقه ثبت صحیح الحدیث، كما سیظهر علیك من ذی قبل حق الظهور، نعم علی بن أبی حمزة البطائنی الذی یروی عنه، أكثریا واقفی ضعیف فلیعلم.


قوله: خرجت الى السواد


أی الى سواد العراق. قال فی المغرب: و سمی سواد العراق لخضرة أشجاره و زرعه، حده طولا من حدیثه الموصل الى عبادان، و عرضا من العذیب‏


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 398


و نحن جماعة و فینا أبو بصیر المرادی، قال: قلت له یا أبا بصیر اتق اللّه و حج بمالك فأنك ذو مال كثیر فقال: اسكت فلو ان الدنیا (1) وقعت لصاحبك لاشتمل علیها بكسائه.


286- حدثنی حمدویه بن نصیر، قال حدثنا یعقوب بن یزید، عن محمد بن أبی عمیر، عن جمیل بن دراج، قال سمعت أبا عبد اللّه علیه السّلام یقول‏ بشر المخبتین بالجنة برید بن معاویة العجلی، و أبو بصیر بن لیث البختری المرادی، و محمد بن مسلم، و زرارة، أربعة نجباء أمناء اللّه على حلاله و حرامه، لو لا هؤلاء انقطعت (2) آثار النبوة و اندرست.


287- حدثنی محمد بن قولویه، قال: حدثنی سعد بن عبد اللّه القمی، عن محمد بن‏


______________________________

الى حلوان، و هو الذی فتح على عهد عمر، و هو أطول من العراق بخمسة و ثلاثین فرسخا.


قوله: اسكت فلو أن الدنیا


یعنی اسكت فان المال الكثیر من مكتسب حلال لا بأس به و لا مطعن فیه، فلو أن الدنیا وقعت لصاحبك من طریق الدین لاشتمل علیها بكسائه.


و السید جمال الدین بن طاوس فی اختیاره قال فی الجواب عنه: ان الطریق الى ابن یعفور غیر متصل فلا عبرة بالحدیث، ثم من صاحبك المشار الیه فی الحدیث.


قلت: و فی جوابه من الوهن ما لا یخفى عنه.


قوله: لو لا هؤلاء انقطعت‏


روى الشیخ- رحمه اللّه- فی الصحیح عن محمد بن مسلم قال: صلى بنا أبو بصیر فی طریق مكة فقال و هو ساجد، و قد ضاعت ناقة لهم: اللهم رد على فلان ناقته، قال محمد: فدخلت على أبی عبد اللّه فأخبرته فقال: و فعل؟ فقلت: نعم قال:


فسكت، قلت أ فأعید الصلاة؟ قال: لا.


و الظاهر أن أبا بصیر الذی صلى بهم هو لیث المرادی.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 399


عبد اللّه المسمعی، عن علی بن أسباط، عن محمد بن سنان، عن داود بن سرحان، قال سمعت أبا عبد اللّه علیه السّلام یقول: أنی لاحدث الرجل الحدیث و أنهاه عن الجدال و المراء فی دین اللّه و أنهاه عن القیاس، فیخرج من عندی فیتأول حدیثی على غیر تأویله، انی امرت قوما أن یتكلموا، و نهیت قوما فكل تأول لنفسه یرید المعصیة للّه و لرسوله، فلو سمعوا و أطاعوا لا ودعتهم ما أودع أبی أصحابه، أن أصحاب أبی كانوا زینا أحیاء و أمواتا، أعنی زرارة و محمد بن مسلم، و منهم لیث المرادی و برید العجلی، و هؤلاء القوامون بالقسط، و هؤلاء السابقون السابقون أولئك المقربون.


288- حدثنی حمدویه، قال: حدثنی محمد بن عیسى بن عبید، عن یونس ابن عبد الرحمن، عن أبی الحسن المكفوف، عن رجل، عن بكیر، قال: لقیت أبا بصیر المرادی قلت: أین ترید؟ قال: أرید مولاك قلت: أنا أتبعك، فمضى معی فدخلنا علیه، و أحد النظر الیه (1) و قال: هكذا تدخل بیوت الانبیاء و أنت جنب؟! قال:


أعوذ باللّه من غضب اللّه و غضبك فقال: أستغفر اللّه و لا أعود.


و روى ذلك أبو عبد اللّه البرقی عن بكیر.


______________________________

قوله: و أحد النظر الیه‏


أحد- بفتح الهمزة و تشدید الدال- من الحداد بمعنى التحدید و التحدیق:


كأنه نظر الیه و هو غضبان فهذا الحدیث فیه مطعن ما فی أبی بصیر المرادی، و لكنه لیس یوجب القدح فیه، فلعله یومئذ لم یكن یعلم أن مشهد المعصوم فی الحیاة و بعد الوفاة حكمه حكم المسجد.


و السید بن طاوس أجاب عنه فی اختیاره بأن فی الطریق ضعفا، ثم أنه ما قال من المدخول علیه.


قلت: و هذا الجواب ركیك سخیف كما ترى، و الحق ما قلناه فلا تكن من المتكلفین.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 400


289- محمد بن مسعود، قال: حدثنی أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل، و عبد اللّه بن محمد الاسدی، عن ابن أبی عمیر، عن شعیب العقرقوفی، عن أبی بصیر قال: دخلت على أبی عبد الله علیه السّلام فقال لی: حضرت علباء عند موته؟ قال: قلت نعم، و اخبرنی أنك ضمنت له الجنة و سألنی أن اذكرك ذلك قال: صدق.


قال فبكیت ثم قلت: جعلت فداك فمالی أ لست كبیر السن الضعیف الضریر البصیر المنقطع إلیكم؟ فاضمنها لی، قال: قد فعلت، قال: قلت اضمنها على آبائك و سمیتهم واحدا واحدا، قال قد فعلت، قلت: فاضمنها لی على رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله قال: قد فعلت، قال: قلت فاضمنها لی على الله تعالى، قال: فأطرق ثم قال: قد فعلت.


290- الحسین بن إشكیب، عن محمد بن خالد البرقی، عن ابن أبی عمیر عن هشام بن سالم و ابی العباس، قال: بینا نحن عند أبی عبد الله اذ دخل أبو بصیر فقال أبو عبد الله علیه السّلام: الحمد للّه الذی لم یقدم أحد یشكو أصحابنا العام، قال هشام:


فظننت انه یعرض (1) بأبی بصیر.


291- حمدویه، قال حدثنا یعقوب بن یزید، عن ابن أبی عمیر، عن شعیب العقرقوفی، قال: قلت لأبی عبد اللّه علیه السّلام: ربما احتجنا أن نسأل عن الشی‏ء فمن نسأل؟ قال علیك بالاسدی، یعنى أبا بصیر. (2)


______________________________

قوله: فظننت أنه یعرض‏


یعرض بالتشدید على صیغة المضارع المعلوم من التعریض.


قوله: یعنى أبا بصیر


كلام شعیب العقرقوفی، و هو ابن اخت أبى بصیر الاسدی یحیى بن أبی القاسم المكفوف، ثقة عین ممدوح جلیل المنزلة، من أصحاب أبی عبد اللّه الصادق و أبی الحسن الكاظم علیهما السّلام فهذا الحدیث واضح المتن صحیح الطریق اتفاقا.


و قد اعترف بذلك السید المكرم جمال الدین بن طاوس فی اختیاره.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 401


292- حمدان، قال حدثنا معاویة، عن شعیب العقرقوفی، عن أبی بصیر، (1) قال: سألت أبا عبد اللّه علیه السّلام عن امرأة تزوجت و لها زوج فظهر علیها؟ (2) قال: ترجم المرأة و یضرب الرجل مائة سوط لأنه لم یسأل.


قال شعیب: فدخلت على أبی الحسن علیه السّلام فقلت له: امرأة تزوجت و لها زوج قال: ترجم المرأة و لا شی‏ء على الرجل، فلقیت أبا بصیر فقلت له: انی سألت أبا الحسن علیه السّلام عن المرأة التی تزوجت و لها زوج، قال: ترجم المرأة و لا شی‏ء على الرجل، قال: فمسح على صدره (3) و قال: ما أظن صاحبنا تناهى حكمه بعد. (4)


______________________________

و هو أول النصوص على جلالة أبی بصیر الاسدی المكفوف فی الثقة و الفقه و العلم و صحة الحدیث و ارتفاع المرتبة.


و بالجملة قول رهط من المتأخرین فی رمیه بالضعف و الوقف مما لا مأخذ له أصلا، و هو و المرادی كلاهما ثقتان صحیحا الحدیث، و سیجی‏ء فی الكتاب نقل الاجماع على تصحیح ما یصح عنهما و الاقرار لهما بالفقه.


بل الحق أن الاسدی أحق باستصحاح حدیثه من المرادی، لشهادة النجاشی له بانه ثقة وجیه. و عدم توثیقه للمرادی، و لسلامته عن الذم فی الروایات و الاخبار فلا تكن من الغافلین.


قوله: عن شعیب العقرقوفى عن أبى بصیر


أی المرادی كما یصرح به فی الحدیث الآتی.


قوله: فظهر علیها


أی فعلت زوجها علیها و أثبت عند الحاكم زوجتها له.


قوله: فمسح على صدره‏


انما مسح على صدره عند قوله: هذا، لان الصدر موضع العلم.


قوله: تناهى حكمه بعد


اما بكسر الحاء المهملة و اسكان اللام بمعنى العلم، أو بضم الحاء و تسكین‏


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 402


293- علی بن محمد، قال حدثنی محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسن، عن صفوان، عن شعیب بن یعقوب العقرقوفی، قال: سألت أبا الحسن علیه السّلام عن رجل تزوج امرأة و لها زوج و لم یعلم؟ قال: ترجم المرأة و لیس على الرجل شی‏ء اذا لم یعلم، فذكرت ذلك لأبی بصیر المرادی، قال: قال لی و اللّه جعفر ترجم المرأة و یجلد الرجل الحد، و قال بیده على صدره یحكّها: اظن صاحبنا ما تكامل علمه.


394- علی بن محمد، قال حدثنی محمد بن أحمد بن الولید، عن حماد بن عثمان‏


______________________________

الكاف بمعنى كمال العلم و الحكمة كما فی‏
 «رَبِّ هَبْ لِی حُكْماً»[838].


و حیث أن هذا الحدیث كان فی زمان الصادق علیه السّلام و أبو الحسن علیه السّلام، لم یكن یومئذ اماما، و علم الامام انما یتكامل فیضانه من المبدأ الفیاض على قلبه حین ما تصل نوبة الامامة الیه.


فمعنى كلام أبی بصیر: ان صاحبنا أبا الحسن علیه السّلام اذ لیس هو الامام الیوم لم یتناه علمه و لم یبلغ نهایة الكمال و اتمام بعده، بل انما یبلغ النهایة عند ما تنتقل الیه الامامة.


و یرد علیه أن الامر و ان كان كذلك الا أن ملكة العصمة عاصمة للنفس باذن اللّه تعالى عن الوقوع فی الخطأ.


فالحق أن یقال: ان قول أبی الحسن علیه السّلام فیما اذا كان الرجل المتزوج بها لم یعلم رأسا أن لها زوجا، و قول ابی عبد اللّه علیه السّلام فیما اذا كان یعلم ذلك ثم عقد علیها و نكحها من غیر أن یثبت عند الحاكم موت زوجها ببینة شرعیة، فالقولان غیر متدافعین.


و السید بن طاوس فی الجواب عن الحدیث تجشم القدح فی الطریق لمطالبه‏[839] باتصال السند و اعتباره، و فیه مالا یخفى على الممارس المتمهر.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 403


قال: خرجت أنا و ابن أبی یعفور و آخر الى الحیرة أو الى بعض المواضع (1) فتذاكرنا الدنیا، فقال أبو بصیر المرادی: أما أن صاحبكم لو ظفر بها لاستأثر بها، (2) قال: فأغفى فجاء كلب یرید أن یشغر علیه (3) فذهبت لا طرده، فقال لی ابن أبی یعفور: دعه قال:


فجاء حتى شغر فی أذنه.


______________________________

قوله: الى الحیرة أو الى بعض المواضع‏


قال فی المغرب: الحیرة بالكسر مدینة كان یسكنها النعمان بن المنذر و هی على رأس میل من الكوفة.


و فی القاموس: ان الحیرة بالكسر كربلا أو موضع بها[840].


و فی النهایة الاثیریة: الحیرة بكسر الحاء البلد القدیم بظهر الكوفة[841].


قوله: لو ظفر بها لاستأثر بها


الكلام فیه نظیر ما سبق فی «لاشتمل علیها بكسائه»


و قال السید بن طاوس: مقتضاه أن الصادق علیه السّلام لو ظفر بالخلافة لاستاثر بها و ان لم یصرح بالصادق علیه السّلام لكن الظاهر هذا. ثم قال: أقول ان هذا حدیث حسن السند، و انما القول فی متنه حسب ما أسلفت.


قلت: سنده صحیح و محمد بن أحمد بن الولید، هو محمد بن الولید البجلى أبو جعفر الكوفی الحداد الثقة النقی الحدیث، و قد أسلفنا تحقق حاله فی الحواشی.


قوله: فأغفى فجاء كلب یرید أن یشغر علیه‏


غفى غفوا نام أو نعس، و كذلك أغفى إغفاء. و شغر الكلب یشغر بالفتح فیهما من باب منع رفع رجله فبال.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 404


295- حمدویه و ابراهیم قال: حدثنا العبیدی، عن حماد بن عیسى، عن الحسین ابن مختار، عن أبی بصیر، قال: كنت أقرئ امرأة كنت أعلمها القرآن، قال:


فمازحتها بشی‏ء، قال فقدمت على أبی جعفر علیه السّلام، قال، فقال لی: یا ابا بصیر ای شی‏ء قلت للمرأة؟ قال: قلت بیدی هكذا، و غطا وجهه، قال، فقال لی: لا تعودن الیها.


296- محمد بن مسعود، قال: سألت علی بن الحسن بن فضال عن أبى بصیر فقال: و كان اسمه یحیى بن أبی القاسم، (1) فقال: أبو بصیر كان یكنى أبا محمد و كان‏


______________________________

و فی القاموس: رفع احدى رجلیه لیبول بال أو لم یبل‏[842].


قوله: فقال: و كان اسمه یحیى بن أبى القاسم‏


قلت: و قیل: اسم أبیه القاسم، و أما یحیى بن القاسم الازدی الحذاء فهو رجل آخر غیر أبی بصیر الازدی المكفوف یحیى بن القاسم، و هو أیضا من أصحاب الصادق و الكاظم علیهما السّلام. و قیل فیه: انه كان واقفیا.


و الشیخ ذكر هما كلیهما فی كتاب الرجال‏[843] ولیا من غیر فصل، و كذلك السید المكرم جمال الدین احمد بن طاوس فی كتابه و اختیاره.


و أبو عمرو الكشی روى عن حمدویه أنه ذكر عن بعض أشیاخه أن یحیى بن القاسم الحذاء الازدی واقفی، و أنه روى عن أبی بصیر الاسدی یحیى بن القاسم المكفوف عن الصادق علیه السّلام.


و روى الكشی أیضا فی حدیث آخر أن یحیى بن القاسم الحذاء الازدی رجع عن الوقف، و أوردهما السید بن طاوس فی اختیاره.


ثم ان رهطا من المتأخرین توهم اتحاد الرجلین، كأنهم عن ذلك كله من الذاهلین، فبناء على و همهم الكاذب هذا زعموا أنه قد قیل فی أبی بصیر الاسدی‏


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 405


مولى لبنى أسد و كان مكفوفا، فسألته هل یتهم بالغلو؟ فقال: أما الغلو: فلا (1) لم یتهم، و لكن كان مخلطا.


______________________________

المكفوف أنه واقفی، و ان هو الازور و اختلاق، و لذلك لم یورد ابو الحسین أحمد ابن الغضائری فیه طعنا و غمیزة فلیعلم.


قوله: و سألته هل یتهم بالغلو؟ فقال: اما الغلو فلا


قلت: كما من الاختلاق اتهامه بالغلو فكذلك من التكاذیب نسبته الى الواقفة أ لیس قد قال النجاشی: أن أبا بصیر الاسدی یحیى بن أبی القاسم المكفوف مات سنة خمسین و مائة[844]؟


و كذلك الشیخ فی كتاب الرجال قال فی أصحاب أبی عبد اللّه الصادق علیه السّلام یحیى بن القاسم أبو محمد یعرف بأبی بصیر الاسدی مولاهم كوفی تابعی مات سنة خمسین و مائة بعد أبی عبد اللّه علیه السّلام‏[845]؟


و قال فی الفهرست: یحیى بن القاسم یكنى أبا بصیر، له كتاب مناسك الحج، رواه علی بن أبی حمزة، و الحسین بن أبی العلاء عنه‏[846]


و مات سنة خمسین و مائة و مولانا أبو عبد اللّه الصادق علیه السّلام قبض بالمدینة فی شوال، و قیل: فی منتصف رجب یوم الاثنین سنة ثمان و أربعین و مائة.


و قبض مولانا أبو الحسن الكاظم علیه السّلام مسموما ببغداد فی حبس السندی بن شاهك لست بقین من رجب سنة ثلاث و ثمانین و مائة و قیل: لخمس خلون من رجب سنة احدى و ثمانین و مائة.


فیكون أبو بصیر یحیى بن أبى القاسم قد توفى بعد الصادق علیه السّلام لسنتین و قبل الكاظم علیه السّلام بثلاث و ثلاثین سنة أو احدى و ثلاثین سنة.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 406


..........


______________________________

و الواقفة هم الذین بعد الكاظم علیه السّلام ذهبوا الى الوقف علیه و قالوا: انه حی لم یمت و أنه الامام القائم، و لم یقولوا بامامة مولانا الرضا علی بن موسى علیه السّلام.


فاذن الطعن فی أبی بصیر بالوقف من باب الجهل بأحوال الرجال، و نسبة ذلك الى الشیخ فی كتاب الرجال فی باب أصحاب أبی عبد اللّه، أو فی باب أصحاب أبی الحسن الكاظم علیه السّلام أیضا اختلاق و افتراء علیه، و ما وقع إلینا من نسخ كتاب الرجال غیر موجود فی شی‏ء منه ما یدل علیه أصلا.


و أقول: لعل منشأ التباس الامر على القاصرین؛ أن یحیى بن القاسم أبا بصیر الاسدی، و یحیى بن القاسم الحذاء الازدی رجلان ذكرهما الشیخ فی أصحاب الصادق علیه السّلام ولاء، و كذلك السید بن طاوس فی كتابه و فی اختیاره، و قد قیل فی یحیى بن القاسم الحذاء الازدی: أنه واقفى، فظن أنهما واحد فنسب الى أبی بصیر الاسدی أنه مرمی بالوقف.


فأما ما رواه أبو عمرو الكشی فی الكتاب عن حمدویه عن بعض أشیاخه أن یحیى بن القاسم الحذاء الازدی واقفی، و أنه عن أبی بصیر عن الصادق علیه السّلام قال: ان جاءكم من یخبركم أن ابنی هذا- یعنى به أبا الحسن موسى علیه السّلام- مات و لبن و قبر و نفضوا أیدیهم من تراب قبره فلا تصدقوا.


ففیه أولا أن فی الطریق الحسن أو الحسین بن قیاما و هو واقفی عنید ملعون لا یعبأ بروایته.


و ثانیا أن معنى كلام الصادق علیه السّلام على تقدیر صحة الروایة: ان من جاءكم یخبركم أن ابنی موسى مات فی زمنی كما مات ابنی اسماعیل فلا تصدقوه، فانه امام الخلق بعدی. و لیس المراد أنه الامام المهدی القائم المعهود بعدی.


و بالجملة جلالة أبی بصیر الاسدی یحیى بن القاسم مما لیس یخفى على متمهر


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 407


297- محمد بن مسعود، قال: حدثنی جبریل بن أحمد، قال: حدثنی محمد بن عیسى، عن یونس، عن حماد الناب، قال: جلس أبو بصیر على باب أبی عبد اللّه علیه السّلام لیطلب الاذن، فلم یؤذن له، فقال: لو كان معنا طبق لإذن، (1) قال: فجاء كلب فشغر فی وجه أبی بصیر، قال: أف أف ما هذا؟ قال جلیسه: هذا كلب شغر فی وجهك.


______________________________

فی علم الرجال، و كفاه ما رواه الكشی عن حمدویه عن یعقوب بن یزید عن ابن أبی عمیر عن شعیب العقرقوفى قال قلت: لأبی عبد اللّه علیه السّلام ربما احتجنا أن نسأل عن الشی‏ء فمن نسأل؟ قال: علیك بالاسدى یعنی أبا بصیر.


و روایات ضمان الصادق علیه السّلام له، فلا تكونن من الممترین.


قوله: لو كان معنا طبق لإذن‏


فی القاموس: الطبق محركة غطاء كل شی‏ء و الذی یؤكل علیه، و من الناس و الجراد الكثیر، أو الجماعة كالطبق بالكسر و منه‏ «لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ»[847].


و فی مفردات الراغب: ذلك اشارة الى أحوال الانسان من ترقیه فی أحوال شتى. و قیل: لكل جماعة متطابقة فی أمر طبق‏[848]، و قیل: الناس طبقات‏[849].


و فی الصحاح: الطبق واحد الاطباق، و یقال: أتانا طبق من الناس و طبق من الجراد، أی جماعة و طبقات الناس منازلهم فی مراتبهم‏[850].


و فی مجمل اللغة: الطبق الحال.


قال ابن الاثیر: و قیل: الطبق المنزلة و الطبقات المنازل و المراتب‏[851].


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 408


298- محمد بن مسعود، قال: حدثنی علی بن محمد القمی، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن الحسن، عن علی بن الحكم، عن مثنى الحناط، (1) عن أبی بصیر قال: دخلت على أبی جعفر علیه السّلام قلت: تقدرون أن تحیوا الموتى و تبرءوا الاكمه و الابرص؟ فقال لی: باذن اللّه.


______________________________

و یوم مطبق اذا أطبق الغیم السماء و طبقها و غطاها، و الطبق أیضا ما توضع علیه الفواكه و نحوها.


و كلام أبی بصیر یحتمل الحمل على أكثر هذه المعانی، فمعناه لو كان معنا جماعة لأذن لنا، أو لو كان معنا حال أو منزلة لأذن لنا، أو لو كان معنا من یكون مغطى على أمره متهما فی دینه لأذن لنا من باب التقیة و الخوف.


و أما أنا فحیث أنی رجل ضریر مسكین غیر مطبق بضم الشك فی دینی فلم یؤذن لی.


فهذا فیه حزازة من سوء الادب غیر مفضیة الى الخروج عن سبیل الدین.


فأما اذا أرید به لو كان معنا طبق موضوع علیه شی‏ء من الهدایا لأذن لنا، فهو كما قال السید بن طاوس فی اختیاره: ما أبعد هذا من الحق و الحجة[852] من القول، أین مناسبة هذا القول لعلو مكان مولانا الصادق علیه السّلام و جلالة قدره، نعوذ باللّه من اتباع الهوى و الوقوع فی الفتنة و نستعین.


قوله: عن مثنى الحناط


الذی یظهر من الكتاب فی هذا الموضع و مما قد سبق فی ترجمة زرارة أن أبا بصیر هذا هو اللیث المرادی الضریر، و المشهور أنه الاسدی یحیى بن أبی القاسم المكفوف، و عندی أن القصة وقعت لهما كلیهما.


و قال علی بن أحمد العقیقی: یحیى بن القاسم الاسدی مولاهم ولد مكفوفا،


[832] رجال النجاشى: 245.

[833] رجال النجاشى: 344 و فيه سنة خمس و مائة و هو غلط.

[834] رجال الشيخ: 278.

[835] راجع جامع الرواة: 3/ 34.

[836] رجال الكشى: 238 ط جامعة مشهد.

[837] رجال ابن داود: 392- 393.

[838] سورة الشعراء: 83

[839] و في« م» بالمطالبة

[840] القاموس: 2/ 16 و فيه و حيران

[841] نهاية ابن الاثير: 1/ 467

[842] القاموس: 2/ 60

[843] رجال الشيخ: ص 364

[844] رجال النجاشى: 344

[845] رجال الشيخ: 333

[846] الفهرست: 207

[847] القاموس: 3/ 255 و الاية سورة الانشقاق: 19.

[848] و في المصدر: لكل جماعة متطابقة هم في أم طبق.

[849] مفردات الراغب: 301

[850] الصحاح: 4/ 1512

[851] نهاية ابن الاثير: 3/ 114

[852] و في نسخة« م» و أسمجه من القول.